الفصل التاسع: سقوط المدن
كانت السماء تمطر نارًا. أسطول الكائنات الفضائية كان لا يرحم، وأشعة البلازما التي أطلقوها دمرت المدن بأكملها في غضون ثوانٍ. في كل أنحاء العالم، كان الناس يفرون إلى الملاجئ تحت الأرض، لكن الحقيقة كانت واضحة: البشرية كانت تخسر.
في القاعدة العسكرية، كانت الأوضاع فوضوية. الجنود يعملون بلا هوادة، لكن كل الجهود كانت تبدو غير كافية. السفن الفضائية التي تم إسقاطها كانت تعوض فورًا، وأعداد الغزاة كانت تبدو بلا نهاية.
جلس جوناثان وإيفلين في مركز القيادة، يراقبان شاشة كبيرة تعرض الخرائط المحدثة للهجمات. النقاط الحمراء التي تمثل سفن الكائنات الفضائية كانت تنتشر كالفيروس، والمدن كانت تختفي واحدة تلو الأخرى.
“لا يمكننا الصمود أكثر من ذلك”، تمتمت إيفلين بصوت متعب.
كانت عينا جوناثان مثبتتين على الشاشة. عقله كان يعمل بسرعة. رغم الكارثة التي كانت أمامهم، كان يعرف أن لديهم فرصة واحدة: الإشارة التي استقبلوها.
“الإشارة هي أملنا الوحيد”، قال، صوته مليء بالعزم. “إذا كان هناك من نجا من هؤلاء الكائنات، فقد يعرفون كيف نقاتلهم. علينا أن نصل إليهم.”
“ولكن كيف؟” سألت إيفلين، عيناها مليئتان باليأس. “التكنولوجيا الحالية لا يمكنها أن تأخذنا إلى هذا الكوكب، وخاصةً الآن مع هذه الهجمات.”
صمت جوناثان للحظة، ثم قال: “سنستخدم سفنهم. الحطام الذي استعدناه يحتوي على ما يكفي من التكنولوجيا لإصلاح واحدة من سفنهم. إذا استطعنا تشغيلها، يمكننا إرسال فريق صغير لتعقب الإشارة.”
نظرت إليه إيفلين بدهشة، لكن بريقًا من الأمل ظهر في عينيها. كان هذا الحل خطيرًا، وربما مجنونًا، لكنه كان أفضل من الانتظار حتى ينقرضوا.