in

رواية السماء الغاضبة

الفصل الثامن: الإشارة

كانت الأيام التالية مليئة بالنشاط المحموم. عمل جوناثان وفريقه بلا توقف على فك شفرة الإحداثيات التي عثروا عليها، وتحديد مواقع النظم النجمية التي قد تكون تعرضت لهجوم سابق من قبل الكائنات الفضائية.

استخدم الفريق معدات اتصالات بعيدة المدى متطورة، وبدأوا في بث إشارة عبر الفضاء، موجهة إلى تلك الإحداثيات. كانت الإشارة نداء استغاثة، محاولة للعثور على أي حضارة ربما نجت من الغزاة.

مرّت أيام طويلة من الصمت، وكان التوتر يخيم على القاعدة. الجنود كانوا يستعدون لهجمات جديدة، بينما العلماء كانوا يأملون بشدة أن يسمع أحدهم إشارتهم.

ثم، في إحدى الليالي، عادت الإشارة.

استيقظ جوناثان مذعورًا من نومه على صوت أجهزة الإنذار التي أعلنت عن استقبال رسالة. ركض إلى مركز القيادة، حيث كانت الأجهزة مضاءة بنشاط. الإشارة كانت ضعيفة لكنها واضحة.

“إنها استجابة!” صرخ أحد التقنيين.

جلس جوناثان بجوار الجهاز، يراقب البيانات وهي تتدفق عبر الشاشة. الإشارة كانت رسالة استغاثة، ولكنها احتوت أيضًا على شيء أكثر أهمية: إحداثيات كوكب بعيد، ربما يحتوي على إجابات.

“إنها رسالة استغاثة”، قال جوناثان بصوت منخفض. “هناك ناجون.”

لكن فرحته لم تدم طويلاً. كانت الإحداثيات تشير إلى مكان بعيد جدًا، أبعد مما تستطيع التكنولوجيا البشرية الوصول إليه بسهولة. ومع ذلك، إذا تمكنوا من التواصل مع هؤلاء الناجين، قد يتمكنون من معرفة نقاط ضعف الغزاة.

“هذا يغير كل شيء”، قالت إيفلين، وهي تنظر إلى الشاشة بدهشة.

أومأ جوناثان، عازمًا على المضي قدمًا. “لسنا وحدنا في هذه الحرب.”

ولكن قبل أن يتمكنوا من التحرك، انطلقت صفارات الإنذار مرة أخرى. كان الغزاة يشنون هجومًا جديدًا، هذه المرة بقوة ساحقة. سفنهم الفضائية ملأت السماء، وأمطار من أشعة البلازما ضربت الأرض بلا رحمة.

الإشارة أعطتهم أملًا جديدًا، لكن كان عليهم البقاء على قيد الحياة أولاً لاستخدامها.

Written by Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 أسرار مذهلة لزيادة الإنتاجية الشخصية وتحقيق النجاح

رواية سادة الزمن