in

رواية السماء الغاضبة

الفصل السابع: ظلال الشك

كانت آثار النصر الأولى تتلاشى بسرعة. بينما كان الجنود يحتفلون حول الحطام المشتعل للسفينة الفضائية، وقف جوناثان يحدق فيها، وداخله شعور يتزايد بأن ما حدث مجرد بداية.

إيفلين، التي كانت تقف بجانبه، بدت غارقة في التفكير. “سيعودون”، قالت بهدوء، وكأنها كانت تقرأ أفكاره. “أقوى وأكثر استعدادًا. هذا لم ينتهِ.”

أومأ جوناثان برأسه. “لقد كسبنا وقتًا، لا أكثر. نحن بحاجة إلى استراتيجية تضربهم في العمق.”

عند عودتهم إلى القاعدة، تم استدعاؤهم إلى غرفة العمليات. تجمع كبار المسؤولين وقادة العالم حول شاشة كبيرة تعرض لقطات من الهجوم الناجح. المزاج كان حذرًا لكنه مشبع بالأمل.

“لقد أثبتنا أنهم ليسوا منيعين”، بدأ القائد العسكري. “لكن لدينا معلومات تشير إلى أن أسطولهم الرئيسي ما زال موجودًا هناك، يعيد تنظيم صفوفه. لا يمكننا تحمل التهاون.”

استمرت المناقشات لساعات، بينما كان الفريق يخطط لخطواتهم التالية. رغم أن النبضة الكهرومغناطيسية كانت فعالة، إلا أنها لم تكن حلاً دائمًا. التكنولوجيا الفضائية كانت تتطور بسرعة، وإذا لم يتم إيجاد طريقة لتفكيكهم بالكامل، فقد تواجه الأرض دمارًا شاملًا.

في وقت لاحق من تلك الليلة، جلس جوناثان وإيفلين في المختبر، يستعرضان البيانات الفضائية التي تم استردادها من السفينة المحطمة. اكتشفا شيئًا مقلقًا: هذه الكائنات لم تكن مجرد جيش غزو. كانوا جزءًا من شبكة مجرية ضخمة، يتواصلون مع بعضهم البعض على نطاق لم يسبق له مثيل.

“هناك شيء هنا”، تمتم جوناثان، وهو يمرر بصره على رموز مشوشة تظهر على الشاشة.

أشارت إيفلين إلى جزء معين من الشيفرة. “هذا يبدو وكأنه مجموعة من الإحداثيات. لكنها لا تشير إلى أي مكان على الأرض.”

توسعت عينا جوناثان. “إنهم لا يستهدفون الأرض فقط. إنهم يتواصلون مع أجزاء أخرى من أسطولهم عبر المجرة.”

استند إلى الكرسي، وأفكاره تدور بسرعة. إذا كانوا جزءًا من إمبراطورية مجرية، فهذا يعني أن الأرض مجرد معركة صغيرة في حرب أكبر. وكان البشر بعيدين جدًا عن المنافسة.

لكن وسط هذا اليأس، خطرت له فكرة—ربما لم تكن الأرض الكوكب الوحيد الذي تعرض للهجوم. ماذا لو كانت هناك كواكب أخرى نجت؟ ماذا لو كان هناك آخرون قاتلوا هؤلاء الغزاة وربحوا؟

“علينا أن نعرف أين كانوا من قبل”، قال، وعيناه تلمعان بعزيمة جديدة. “إذا تمكنا من العثور على حضارات أخرى نجت من مواجهتهم، فقد نتمكن من معرفة كيفية قتالهم.”

نظرت إليه إيفلين ببارقة أمل. “لكن كيف يمكننا حتى العثور عليهم؟”

تأمل جوناثان الإحداثيات الغريبة على الشاشة، وخطة بدأت تتشكل في ذهنه. “نتبع أثرهم. نتعقب أين كانوا، ونبحث عن الناجين. لا يمكننا الفوز وحدنا.”

Written by Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 أسرار مذهلة لزيادة الإنتاجية الشخصية وتحقيق النجاح

رواية سادة الزمن