الفصل السادس: الضربة الأولى
مع اقتراب جهاز النبضة الكهرومغناطيسية من الاكتمال، بدأ الجيش التحضير لأول هجوم مضاد. الخطة كانت بسيطة لكنها خطيرة: استدراج إحدى السفن الفضائية إلى منطقة محددة واستخدام الجهاز لتعطيلها. إذا نجحت المهمة، فسيكون ذلك أول انتصار للبشرية ضد الغزاة.
كان جوناثان وإيفلين في الخطوط الأمامية، يشرفان على العملية. الأجواء كانت مشحونة بالتوتر بينما كان الجنود يستعدون للمعركة، وجوههم تحمل مزيجًا من التصميم والخوف.
كانت السفن الفضائية التي بدت غير قابلة للهزيمة، قد أصبحت الآن مهددة بضعفها المكتشف. لكن استغلال هذا الضعف لم يكن سهلاً.
اقتربت السفينة الفضائية ببطء، تحوم فوقهم ككابوس معدني. سطحها الأملس يتلألأ في الضوء، ينبعث منه وهج غريب.
“الجهاز جاهز”، قال أحد المهندسين، صوته مليء بالقلق.
بدأ الجهاز بإصدار صوت خافت، تصاعد تدريجيًا حتى أصبح طنينًا يصم الآذان. فجأة، أُطلق النبض.
للحظات، لم يحدث شيء. السفينة بقيت معلقة في الهواء، صامتة. لكن ببطء، بدأت في الارتجاف. الأضواء على سطحها بدأت تخفت، وصوت غريب عالي النبرة ملأ السماء. وأخيرًا، انحرفت السفينة إلى جانب واحد، وبدأت تفقد توازنها.
وسط هدير هائل، سقطت السفينة على الأرض، محطمةً كل ما في طريقها.
ارتفعت صيحات الفرح من الجنود. للمرة الأولى منذ بداية الغزو، شعرت البشرية بالأمل.
لكن جوناثان كان يشعر بشيء مختلف. رغم النصر، لم يستطع التخلص من شعور غريب بالقلق. هؤلاء الكائنات لم يكونوا سهلين. إذا كانوا قد وقعوا في هذا الفخ، فلن يسمحوا بذلك مرة أخرى. كانوا يتعلمون، يتكيفون.
“هذا مجرد انتصار صغير في حرب طويلة”، تمتم، بينما كان يراقب السفينة المحطمة وهي تتصاعد منها ألسنة الدخان.
كانت هذه البداية فقط.