الفصل الخامس: أسرار النجوم
كانت القاعدة العسكرية أشبه بخلية نحل لا تهدأ. الجنود والعلماء يعملون جنبًا إلى جنب، يحللون التكنولوجيا الفضائية، يستعدون للدفاعات، ويخططون للهجمات المضادة. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر ولكن مفعمة بالإصرار. البشرية كانت مجروحة، لكنها لم تستسلم بعد.
أُوكل جوناثان إلى فريق يعمل على تحليل إحدى السفن الفضائية التي تم إسقاطها. كان هيكلها المعدني الأملس غريبًا بشكل لا يوصف، مزيجًا بين العضوي والميكانيكي. بدا كما لو أن السفينة كانت حية.
“هذه التكنولوجيا ليست مثل أي شيء رأيناه من قبل”، قال أحد المهندسين وهو يمرر يده على سطح السفينة. “تمكنا من الدخول إلى الداخل، لكن كل شيء مُشفَّر. لا نفهم شيئًا.”
وقف جوناثان أمام السفينة، وعقله يعمل بسرعة. “الأمر ليس فقط في التكنولوجيا المتقدمة لديهم. إنها جزء من بيولوجيتهم. أعتقد أن هذه السفن مرتبطة بهم بشكل ما، وكأنها امتداد لأجسادهم.”
إيفلين، التي كانت تراقب بصمت، تحدثت أخيرًا. “إذا استطعنا فهم بيولوجيتهم، فقد نجد طريقة لتعطيل تحكمهم في هذه السفن. إنها مخاطرة، لكنها ربما تكون فرصتنا الوحيدة.”
مرت الساعات وكأنها أيام بينما كانوا يعملون بلا توقف، يحللون السفينة ويدرسون عينات من أنسجة الكائنات الفضائية. كلما تعلموا أكثر، زادت الحقيقة رعبًا. هؤلاء الكائنات لم يكونوا مجرد غزاة—بل كانوا مفترسين. يستهلكون الكواكب بالكامل، يجردونها من مواردها، ثم ينتقلون إلى الهدف التالي.
لكن الفريق لم يكن على وشك الاستسلام. تمكنوا من اكتشاف تفصيل صغير ولكنه حيوي: السفن الفضائية كانت عرضة لترددات كهرومغناطيسية محددة. إذا تمكنوا من توليد نبضة قوية بما فيه الكفاية، فسيكون بإمكانهم تعطيل السفن ومنح البشرية فرصة للقتال.