in

رواية السماء الغاضبة

الفصل الثالث: الوصول

اهتز المبنى بأكمله، كما لو أن الأرض نفسها تئن تحت وطأة شيء غير مرئي. انطلقت الإنذارات بينما أضاءت الأضواء الحمراء الخافتة أرجاء المكان، ملقيةً ظلالًا غريبة على الجدران.

“هل هذا زلزال؟” صرخ أحد الفنيين وسط الضوضاء.

اندفع جوناثان عبر الحشد نحو نافذة قريبة، وقلبه ينبض كأنه طبول حرب. لم يكن زلزالًا. في الخارج، تمزق السماء الليلية، مضاءة بخطوط ضوئية—مثل المذنبات—تهبط نحو الأرض. كانت الأجسام في السماء تتحرك بسرعة ودقة غير طبيعية، متجهة نحو سطح الكوكب كصواريخ موجهة.

“لقد وصلوا”، همس جوناثان بصوت منخفض، وهو يرى أسوأ مخاوفه تتحقق أمام عينيه.

ثم انطلق صوت عبر النظام الداخلي للطوارئ. “على جميع الأفراد الإخلاء فورًا. هذا ليس تدريبًا. أكرر، هذا ليس تدريبًا.”

سادت الفوضى. هرع الناس نحو المخارج، ولكن جوناثان ظل واقفًا، متجمدًا في مكانه. شيء ما بداخله أخبره أن هذه هي اللحظة—الاتصال الذي انتظره البشر طويلًا، ولكنه جاء بثمن رهيب. هذه الكائنات لم تأتِ بسلام.

“علينا الرحيل!” أمسكت إيفلين بذراعه، تسحبه نحو الباب. “علينا الخروج من هنا!”

لكن، قبل أن يصلوا إلى المخرج، اهتز المبنى مجددًا، هذه المرة بعنف أكبر. سقطت ألواح السقف حولهم، وتناثرت الشرارات من الأسلاك الكهربائية. الأرض تحت أقدامهم بدأت تهتز، كما لو أن المختبر بأكمله ينهار.

في الخارج، كانت الأجسام التي هبطت من السماء قد تحطمت على الأرض، ومن حطامها خرجت كائنات—طويلة، نحيفة، وغير أرضية. بشرتهم كانت تتوهج بخفوت في الضوء الخافت، وعيناهما السوداوان كانتا تعكسان الفوضى من حولهم.

تجمد جوناثان في مكانه، غير قادر على تصديق ما يراه. هؤلاء لم يكونوا المستكشفين الودودين الذين كانوا يأملون في مقابلتهم. كانوا محاربين.

“إنهم ليسوا هنا للتواصل”، قالت إيفلين بصوت مرتجف، وعيناها مفتوحتان على وسعهما من الرعب. “إنهم هنا للسيطرة.”

Written by Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 أسرار مذهلة لزيادة الإنتاجية الشخصية وتحقيق النجاح

رواية سادة الزمن