in

رواية السماء الغاضبة

الفصل الثاني: أصداء المجهول

كان الصمت في المختبر خانقًا. الدكتور جوناثان ميلر، يديه ترتعشان، لم يستطع إزالة الكلمات التي كانت تومض على الشاشة من عقله: “إنهم قادمون”.

“ما الخطوة التالية؟” همست إيفلين. صوتها، رغم أنه بالكاد مسموع، كان كصدى مدوٍ في الغرفة. لم يجرؤ أحد على الإجابة.

استدار جوناثان ببطء، وعيناه تمسحان زملاءه. كان البعض يكتبون بجنون على أجهزة الكمبيوتر، يحاولون استعادة الإشارة المفقودة. آخرون جلسوا أمام شاشاتهم، مشلولي الحركة أمام عظمة ما حدث.

“علينا أن نستعد”، قال جوناثان أخيرًا بصوت خشن. “إذا كانت هذه تحذيرًا، علينا أن نفترض أن… أيا كان ‘هم’، فهم ليسوا ودودين.”

نظرت إيفلين إليه بنظرة تحمل القلق. “لا نعرف حتى ماذا يعني ‘هم’. هل يمكن أن تكون كائنات فضائية أخرى؟ أم ربما فصيل داخل المجموعة التي تواصلنا معها؟”

“هذا ما يقلقني”، تمتم جوناثان، وهو يتجه نحو الكمبيوتر الرئيسي. “طوال هذا الوقت، افترضنا أننا نحاول التواصل مع حياة ذكية ودودة. ماذا لو كنا مخطئين؟ ماذا لو جذبنا انتباه شيء أكثر خطورة؟”

مرر يديه على لوحة المفاتيح، محاولًا تتبع مصدر الرسالة. وبينما كان يكتب، طافت في ذهنه صور نظريات رواد الفضاء القدماء—التكهنات حول اتصالات سابقة بين الكائنات الفضائية والأرض. خطوط نازكا، أهرامات الجيزة، حادثة روزويل—هل كانت مجرد صدفة، أم أن البشرية كانت دائمًا تحت المراقبة؟

قاطع أفكاره صوت حاد من الكمبيوتر. ظهرت قراءة جديدة على الشاشة.

“جوناثان، انظر”، أشارت إيفلين إلى خريطة. كانت تعرض إسقاطًا حيًا للنظام الشمسي، وكان هناك شيء يقترب—بسرعة. جسم غريب، أكبر بعدة مرات من أكبر الأقمار الصناعية الأرضية، كان يندفع نحوهم من نفس اتجاه الإشارة. كان يتحرك بسرعات مستحيلة، لكنه لم يكن حطامًا أو مذنبًا. كان متعمدًا.

“إنهم هنا بالفعل”، قال جوناثان بصوت خافت.

بدأ الواقع يغرق في عقولهم. مهما كان القادم، فإنه يتحرك بسرعة، وليس لديهم خيار سوى المشاهدة.

“علينا إبلاغ السلطات”، قالت إيفلين، أصابعها بالفعل على هاتفها. “قد يكون هذا الحدث الأكبر في تاريخ البشرية.”

“انتظري”، قال جوناثان بحدة. “علينا أن نكون حذرين. إذا فزعنا، سيفزع العالم بأسره. يجب أن نفهم ما هو هذا الشيء قبل أن نخبر الجميع.”

“لكن—”

“لا، إيفلين”، قاطعه. “إذا كان هذا هو ما أعتقده، يجب أن نكون مستعدين. علينا أن نبحث في كل الاحتمالات.”

أغلقت إيفلين فمها وأومأت، واستدارت لتعيد إغلاق التطبيقات التي كانت مفتوحة على جهاز الكمبيوتر الخاص بها.

استغرق الأمر ساعات للبحث والتأكد من صحة البيانات التي كانت أمامهم. كل دقيقة كانت تسحبهم أقرب إلى اللحظة التي لا مفر منها—حقيقة أن شيئًا ما خارج الأرض كان يتحرك باتجاههم، وكان الوقت ينفد.

Written by Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 أسرار مذهلة لزيادة الإنتاجية الشخصية وتحقيق النجاح

رواية سادة الزمن