in

رواية السماء الغاضبة

الفصل الحادي عشر: الحرب المنسية

الرحلة عبر الفضاء كانت أشبه بالغوص في بحر من الظلام اللامتناهي. السفينة الفضائية كانت تتحرك بسرعة تتجاوز كل ما عرفه البشر، والنجوم تحولت إلى خيوط ضوء تلتف حولهم.

أخيرًا، وصلت السفينة إلى وجهتها: كوكب بعيد في نظام نجمي على أطراف المجرة. عندما نزلت السفينة على سطح الكوكب، كان المشهد أمامهم مروعًا.

“هذا… هذا كوكب ميت”، قالت إيفلين بصوت مرتجف.

الأرض كانت مغطاة بتكوينات بلورية غريبة، والهواء كان ينبض بطاقة غير مألوفة. بدت السماء مشوهة، وكأنها مرآة تعكس أزمنة مختلفة. كانت هناك آثار مدينة قديمة، أبنيتها مدمرة، وأبراجها نصف منهارة.

“هذا أحد عوالمهم”، تمتم جوناثان وهو يتفحص الأنقاض. “لكنهم دمروه.”

بينما كانوا يستكشفون المكان، ظهرت صورة ثلاثية الأبعاد أمامهم فجأة. كان كائن فضائي، شكله غريب، يتحدث بلغة غير مفهومة. لكن الرسالة كانت واضحة من خلال الصور التي ظهرت: هذا الكوكب كان جزءًا من إمبراطوريتهم.

كانت الحرب قد مزقتهم من الداخل. الكائنات الفضائية لم تكتفِ بغزو عوالم أخرى، بل حاربت بعضها البعض بشراسة. في النهاية، دمروا أنفسهم تقريبًا.

“إنهم ليسوا لا يُقهرون”، قالت إيفلين، صوتها يحمل مزيجًا من الدهشة والأمل.

جوناثان، الذي كان يستمع بانتباه شديد، بدأ يدرك الحقيقة. “نقاط ضعفهم تكمن في طبيعتهم. إنهم يستهلكون أنفسهم. إذا فهمنا كيف دمروا حضارتهم، يمكننا استخدام ذلك ضدهم.”

المعلومات التي حصلوا عليها من الرسالة كانت مفتاحًا. الكائنات الفضائية كانت تعتمد على بنية قيادة مركزية معقدة، لكن إذا تم تدميرها، فإن الإمبراطورية بأكملها قد تنهار.

“لدينا خطة الآن”، قال جوناثان، وهو ينظر إلى إيفلين. “لكننا بحاجة إلى العودة إلى الأرض.”

Written by Admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 أسرار مذهلة لزيادة الإنتاجية الشخصية وتحقيق النجاح

رواية سادة الزمن